المهارات الشخصية والوظيفية: أهم المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل
ثمة العديدُ من المهارات التي يبحث عنها أرباب العمل في المرشحين للوظائف على اختلاف أنواعها، إذ لم تعد الشهادة الجامعيّة وحدها كافية للاعتماد عليها في اختيار أكثر الموظفين كفاءة، بل يجب أنْ تكونَ مدعمة بعدد من المهارات التي تدفع مسؤولي التوظيف إلى اختيار السيرة الذاتيّة التي تحتوي على أكبر عدد منها، وعليه سنقوم بتوضيح أهم هذه المهارات التي تجعلك أكثر قبولاً لأرباب العمل.
مهارات الاتصال
تُعرف مهارات الاتصال على أنَّها القدرة على التواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات والأفكار بشتى الوسائل، سواء من خلال الكتابة أو المحادثة أو الاستماع، حيث أدى التقدم التكنولوجي إلى تنوع الطرق المُتبعة بذلك، فأصبحنا نعتمد بشكل كبير على التواصل مع الزملاء أو العملاء من خلال رسائل البريد الإلكتروني، والمحادثات، والفيديو، والمكالمات الجماعيّة عبر الهاتف، فلم يعد التواصل وجهًا لوجه هو الوسيلة الوحيدة المُتاحة، وعليه فأصبح من الضروري امتلاك مهارات اتصال قويّة وفعّالة أكثر من أي وقت مضى، فإذا شعرت أنَّك بحاجة إلى تطوير هذه المهارة لديك يُمكنك الالتحاق بدورات تدريبية أو مشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب أو قراءة المواضيع التي تُعنى بتحسين هذه المهارة، إذ إنّ مهارة التواصل تضم تحت مظلتها العديد من المهارات الأُخرى، وتُعد من أهم المهارات الشخصيّة التي يبحث عنها أصحاب العمل، لذلك فإذا كنت حقًا تمتلك هذه المهارة، فلا بدَّ أنْ تذكرها بالسيرة الذاتيّة الخاصة بك، وتتحدث عنها أيضًا عند استدعائك لأي مقابلة عمل.[١]
مهارة القيادة
يُقصد بالمهارات القياديّة هي تلك التي تستخدمها في عملية تنظيم الآخرين والعمل جنبًا إلى جنب لتحقيق هدف مشترك، سواءً كنت في منصب إداري أم مسؤول عن مشروع ما، فلا بدَّ أنْ تمتلكَ هذه المهارة كي تتمكنَ من تحفيز الآخرين وإثارة حماسهم، وضمان إتمام المهام على أكمل وجه خلال فترة زمنية محددة، ومن أبرز مهارات القيادة التي يجب أنْ تسعى إلى تطويرها: التواصل الفعّال، واتخاذ القرارات، والاستقلالية والاعتماد على الذات، والصبر، والقدرة على تقديم واستقبال والملاحظات،[٢] والقائد الناجح هو الذي يختار نمط القيادة بشكل مدروس، وذلك من خلال تحديد نقاط قوته، والسمات الشخصيّة للمرؤوسين، بالإضافة إلى طبيعة العمل والمهمة المطلوب إنجازها، ثم يبدأ بخلق ثقافة من الممارسات والسلوكيات التي تعمل على تعزيز إدارة الذات، ومن الجدير بالذكر أنَّ القيادة الناجحة مُعدية، فعندما يرى الموظفون أنَّ القائد مشتعل بالحماس، سينعكس ذلك عليهم فيقبلون على العمل بنشاط وتفاؤل، مما يؤدي إلى تطور منظومة العمل وزيادة الإنتاجيّة.[٣]
حس المبادرة
يبحث أصحاب العمل عن موظفين يمتلكون حس المبادرة، وهم أشخاص يعملون بجدّ بسبب دافعٍ داخليّ، ويسعون دائماً لإيجاد طرق جديدة من شأنها أنْ ترفع من مستوى أداء الشركة، فهم لديهم القدرة على رؤية الأمور التي تحتاج إلى تطوير أو إصلاح قد تتجاوز دائرة مهامهم الاعتياديّة في بعض الأحيان، فيبذلون جهدًا إضافيًّا دون أنْ يكلفهم أحد بذلك، إذ يسيرون خطوات إضافية متقدمة عن غيرهم دون الانتظار بأنْ يكلفهم رئيسهم بالمهام، وعليه فإن هذه المهارة تجعلك مرغوبًا في مختلف الوظائف، لذلك قم بإخبار القائم على إجراء مقابلة العمل عن مثال قمت فيه بالمبادرة في مؤسستك السابقة والنتائج التي ترتبت على ذلك.[٤]
إدارة الوقت
يُقصد بإدارة الوقت مجموعة من الاستراتيجيات التي يتبعها الفرد لاستثمار الوقت بأفضل شكل ممكن، من خلال وضع خطط وتنظيم جداول للعمل والالتزام بها، وتحديد الأولويات، وتجنب المشتّتات، مما يؤدي إلى إنجاز العديد من الأعمال في وقت محدد وبكفاءة عالية بعيدًا عن القلق والتوتر، فالأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارة يستطيعون العمل بكافة الظروف، سواءً تعرضوا للضغوط أو لمواقف لم تكن بالحسبان، وفي الوقت الحاضر ومع اللجوء إلى العمل عن بعد، أصبحت الحاجة إلى هذه المهارة أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أنَّ العمل من المنازل وفر على الموظفين الوقت الذي كانوا يقضونه في التنقل من وإلى موقع العمل، إلا أنَّه أضاف الكثير من عوامل التشتيت.[١]
مهارات حاسوبيّة
مع التطور التكنولوجي الكبير أصبحت المهارات الحاسوبيّة من أهم متطلبات سوق العمل، حيث إنَّ معظم مجالات العمل تتطلب استخدام جهاز الكمبيوتر بشكل أو بآخر، بعضها يحتاج الإلمام بأساسيات الحاسوب، وبعضها الآخر يتطلب مهارات حاسوبيّة متقدمة، فقد تم استبدال أغلب الأعمال الورقيّة بالهواتف الذكيّة وأجهزة الحاسوب، وعليه فمن المهم امتلاك مهارات الحاسوب العامة الضروريّة لكافة أنواع الوظائف، كالقدرة على عمل العروض التقديميّة، والتعامل مع جداول البيانات، ومواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني.[٢]
العمل الجماعي
إنّ التعاون مع زملاء العمل ليس بالأمر السهل، فبعض الأشخاص يعتقدون أنَّ بإمكانهم القيام بالمهام دون مساعدة أحد، ويعود ذلك إلى عدم الثقة بالآخرين، مما يخلق جوًا من التوتر في بيئة العمل ويضر بالأداء العام، لهذا فإنَّ تعاون الموظفين وتبادل الخبرات والأفكار أمر ضروري، ويلعب دورًا فعّالًا في تحقيق أهداف المؤسسة، وزيادة الكفاءة والإنتاجيّة، وتخطي العقبات وحل المشكلات، وذلك من خلال استغلال نقاط القوة لدى كل عضو من أعضاء الفريق، وبالتالي يكمل بعضهم بعضاً، وتقل غربتهم نحو التنافس السلبيّ.[١]