إنّ الدبلوماسية في الأساس فن رفيع وعلم الحفاظ على علاقات سلمية في المجتمعات وبين الأفراد، واستخدامها في الحياة يساعد في تحسين العلاقات مع الآخرين، فهي وسيلة لبناء وتطوير الاحترام المتبادل المؤدي إلى نتائج إيجابية وناجحة، حيث تعتبر مهارة تتمحور حول فهم الآخرين، وفهم مشاعرهم ومعتقداتهم، ومن الضروري تطويرها لتصبح أسلوب حياة وفي المقال عرض لبعض الاستراتيجيات التي تساعدك على تطويرها.
ما هي الشخصية الدبلوماسية؟
تمتلك الشخصيّة الدبلوماسّية العديد من المهارات والصفات الإيجابية التي تساعدُ في اكتساب الكثير من العلاقات الطيبة في محيط العمل أو الحياة بوجه عام، ويمكن تعريف الشخصيّة الدبلوماسّية بأنها الشخصيّة التي تتعامل ببساطة ولباقة مع من حولها، ولديها القدرة على الاستماع الفعّال لحديث الآخرين، وتقبل مشاعر ومعتقدات الآخرين والاختلافات الثقافية بكل احترام دون تجريح.[١]
ما أهمية اكتساب شخصيّة دبلوماسية؟
تكمن أهمية الشخصيّة الدبلوماسية في قدرتها على قول الحقيقة بطريقة تراعي مشاعر وردود أفعال الآخرين مما يخلق مجالاً لإيصال الملاحظات والأخبار سواء في المواقف الشخصيّة أو المهنية بنجاح، كما أنها تساعد الشخص على تجنب النزاع وإيجاد نقاط مشتركة مع الآخرين، وبالتالي القدرة على بناء علاقات جيدة معهم، وتبرز أهمية الشخصية الدبلوماسية بشكل واضح بأنها مكسب مهم في المفاوضات وحل النزاعات، ما يلي بعض الأمثلة لحوار دبلوماسي ناجح والتي تظهر أهمية اكتساب صفات الشخصيّة الدبلوماسية:[٢]
يطلب منك رئيسك في العمل تحمّل أعباء إضافية للتمكن من المغادرة مبكراً في اليوم التالي، وأنت لست متأكداً من أنك ستنجز كل شيء في الوقت المحدد لضيق الوقت لديك، فيمكن الرد بطريقة دبلوماسية، بقول: " شكراً لك رئيسي لثقتك بي، لكنني آسف لأنني لا أستطيع القيام بذلك هذه المرة لأن جدولي الزمني ممتلئ جداً، هل هناك أيّ شيء يمكنني مساعدتك فيه الأيام القادمة عندما يكون لدي المزيد من الوقت".
إذا تم دعوتك لمناسبة معينة ورفضت الدعوة ب " لا " صريحاً، فقد يرى البعض ذلك على أنه أسلوب فظّ، لذلك من الأفضل الرد بقول: "شكراً لاهتمامك بي، أنا متأكد من أنه سيكون حدثاً رائعاً "، بعد ذلك ارفض الدعوة بدبلوماسّية: " أنا آسف لأنني لا أستطيع الحضور هذه المرة "، ومن الأفضل الإنهاء بملاحظة بقول: "آمل أن يكون جدول أعمالي أقلّ زخماً في المرة القادمة ".
كيف أصبح شخصية دبلوماسية؟
وليكتسب الإنسان شخصيّة دبلوماسّية عليه اتباع بعض الطرق، منها:
التّواصل الفعال ليتمتع الإنسان بشخصيّة دبلوماسّية عليه تشكيل طريقة تواصل فعّالة مع الآخرين، ويكون هذا التّواصل من خلال عدة أمور، هي:[٣]
اختيار الكلمات بدقة وعناية: قبل التحدث بالمواضيع الحسّاسة يجب على الشخص التحقق بما سيتحدث به مع الآخرين، على سبيل المثال: أن تقول " أشعر بعدم الارتياح تجاه القرارات التي اتخذت اليوم في الاجتماع " بدلاً من " أنا منزعج من قرارات اليوم ".
اختيار أسلوب مناسب للموقف: من أهم الأمور التي تساعد الشخص لأن يكون دبلوماسياً اختيار وسيلة اتصال مناسبة للمواقف، على سبيل المثال في حال قام صاحب العمل بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني تفيد بوجود تخفيض على الرواتب فهذه الوسيلة لإخبار مثل هذا الخبر لا تعد جيدة، إذ إنّ ذلك قد يسبّب حدوث ارتباك عند البعض، لذلك يجب استبدال طريقة التواصل السابقة بطريقة مناسبة للجميع.
الانفتاح على الأفكار الجديدة: الشّخص الدبلوماسي هو الذي يستمع لوجهات نظر الآخرين ولأفكارهم بكل احترام، ويركّز على استخدام لغة جسد تعكس الانفتاح والإيجابية، فمثلاً يحرص على عدم عقد الذراعين أو الساقين، والتحدث بنبرة صوت هادئة، ويظهر الاستماع الفعال للحديث من خلال الحفاظ على التواصل بالعينين، وقول بعض العبارات التي تفيد بأنك مهتم للحديث، مثل (أها)، (وبعد ذلك).
الالتزام بأدب الحوار: إذ يكمنُ مفتاح الشخصيّة الدبلوماسّية في عدم مقاطعة كلام الآخرين، وعدم التطرق لأحاديث لا تناسب طبيعة الحوار.
القدرة على تجاوز المواقف الصعبة لتكون شخصية دبلوماسية يبنغي أن تكون قادراً على تجاوز المواقف الصعبة أو المحرجة، وفي الآتي توضيح لذلك:[٤] جمع الحقائق والمعلومات: يمتلك الشخص الدبلوماسي حقائق وأدلة خاصة بهِ تساعده في معرفة ما سيتحدث به ولماذا اختار الحديث به، وقد يساعده في ذلك الرجوع إلى الإنترنت أو الكتب العلمية أو طلب الاستشارة والنصح من أصحاب الخبرات، إذ إنّ ذلك سيجعله مستعداً لأي سؤال متوقع من الآخرين.
القدرة على التفاوض: الشخص الدبلوماسي لديه استعداد للتفاوض والوصول إلى حل وسط مع الآخرين بهدف تحقيق نتائج مرضية للطرفين، على سبيل المثال "تم رفض طلب الزيادة على الراتب من المدير، هنا من الأفضل التفاوض مع المدير وطلب الحصول على منافع أخرى، مثل طلب إجازات أو تسهيلات فيما يتعلق بالمواعيد النهائية في تسليم المهام بدلاً من الزيادة ".
اختيار الوقت المناسب: ينبغي مراعاة أن يكون الجو العام مناسباً، وألا يكون أيّ من الطرفين متوتراً أو يشعر بالانزعاج من أمر ما، حيث سيساعد ذلك على إيصال الأفكار بنجاح للطرف الآخر دون حدوث أي إشكال.[٣]
القدرة على حل المشكلات تتميز الشخصية الدبلوماسية في قدرتها على حل الصراعات والمشكلات بطريقة لبقة، وفي الآتي توضيح لذلك:[٥]
الصبر والتأني: الشخص الدبلوماسي يجب أن يكون صبوراً عندما يتعرض لمشكلة مع الآخرين، فهذا سيساعدهُ في تقييم الجوانب المختلفة للمشكلة وإيجاد حل مناسب يرضي جميع المعنيين.
التفاهم والتعاطف: تبرز الشخصية الدبلوماسية بشكل واضح في قدرتها على إظهار التفاهم والتعاطف مع وجهات نظر الآخرين بعيداً عن مهاجمتهم والتقليل من شأنهم.
القدرة على التحليل: فالشخص الدبلوماسي لديه القدرة على معرفة مزايا وعيوب الأساليب التي وضعها لحل مشكلته، فهذا سيساعده على اتخاذ قرار مناسب له وللآخرين.