فن التعامل مع زملاء العمل
يعدّ العمل سبيلاًً لتحقيق المكاسب المادية والشخصية وحتى الاجتماعية، وهو جزء أساسي من حياتنا، حيث نقضي فيه ساعات من يومنا، وفي بيئة العمل قد نضطر للتعامل مع مختلف الأشخاص بطبائعهم المتباينة، الأمر الذي يتطلب التًّحلي بذكاء اجتماعي يحفظ مسافة الأمان بيننا وبين الآخرين، ومهما كانت إنجازات العمل متميزة، فإن التعامل مع زملاء العمل يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق النجاح، ولأنه فنٌّ يستحق الإتقان، أعددنا لك هذا المقال لنقدم لك بعض المهارات المتعلقة بالجانب العمليّ وإنجاز المهام، والجانب الشخصيّ والاجتماعيّ.
مهارات متعلقة بإنجاز المهام وطبيعة العمل
في الآتي بعض المهارات المتعلقة بكيفية إنجاز المهام في بيئة العمل:
استخدم أدوات التوثيق لتعاملاتك
من سمات الاحتراف العملي توثيق التعليمات والتعميمات والأعمال التي تمّ إنجازها من خلال الإيميلات أو نظام المراسلات المتّبع في مكان العمل، وذلك كما أوصت باولا برانتنر، مؤسسة (PB Works Solutions)، وهي شركة استشارية تبني أنظمة لمنع المضايقات في الشركات والمؤسسات، وذلك لتجنب الوقوع في المواقف السيئة وسوء الفهم، وعليه فاحرص على استخدام أدوات التوثيق بشكل منظم واحترافيّ، فالذاكرة وحدها لا تكفي، فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام الرسائل الإلكترونية لتأكيد عمل قمت به أو تعليمات تلقيتها أو لتوضيح بعض الأمور مع توثيق التاريخ والوقت.[١]
تعلّم استراتيجيات العمل ضمن الفريق
يستلزم إنجاز بعض المهام مشاركة عدد من الموظفين ضمن فريق، مما يستدعي التعامل مع شخصيات مختلفة، الأمر الذي يتطلب منك مرونة وحكمة. وقد يجعلك العمل ضمن فريق نجمًا في مكان عملك مما يضمن لك أمانًا وظيفيًّا إذا امتلكت المهارات الكافية لذلك، ومنها:[٢]
- اعرف زملاءك وتصرف معهم بذكاء.
- كن ودودًأ وتجنب انتقاد الآخرين، أو الحديث عنهم.
- لا تتحدث كثيرًا ولا تبالغ في إظهار مهاراتك وكفاءاتك.
- أنجز عملك بإتقان ولا تشغل نفسك بأمور الآخرين.
- احرص على أن تكون أفضل نسخة منك، أظهر التعاون مع الزملاء، والاحتر فية في الإنجاز لتكون فردًا فعّالًا ويرتفع رصيدك عند مديرك وبين زملائك.
تعرّف على سياسة وقوانين العمل
تواصل مع مسؤول الموارد البشرية وتعرّف على سياسة العمل في شركتك، وكن حريصاًً على الالتزام بالقوانين، فإن تواصلك مع الشخص المختص في الموارد البشرية يجنبك الوقوع في المخالفات ويرفع رصيدك كموظف ملتزم، وعليه ففي حال تعرّضت لمشكلة أو خطب ما أطلعهم بالأمر لتجد من يرشدك.[١]
مهارات متعلقة بالجانب الشخصي والاجتماعي
في الآتي بعض المهارات التي تدعم الجانب الشخصي الاجتماعي لديك:
طوّر علاقات العمل الايجابية
إن تكوين علاقات متوزانة مع الزملاء يعدّ مهماً في تحقيق النجاح المهني، لذا فإن الأجواء الإيجابية في بيئة العمل تلعب دورًا فاعلًا في الحفاظ على الشغف والاستمرار في العطاء، وخلال يوم العمل يمكنك أن تتبادل مع زملائك أطراف الحديث في المواضيع العامة، أو أن تشاركهم بعض المرح في استراحة الغداء، كما أن للمجاملات اللطيفة خلال اليوم أو في المناسبات العامة أثراً طيباً في تحسين العلاقات، الأمر الذي يزيد من فرص تحقيق النجاح والحصول على الرضا الوظيفيّ.[٢]
لا تأخذ الأمور بشكل شخصيّ
لا يستحق الكثيرون أن تستنزف طاقتك معهم، فزميلك السلبي أو الثرثار سيضيع وقتك وجهدك ويقلل من إنجازك، وفي حال حاول أحدهم أن يدخلك في حوار قد يعود عليك بالسوء، فكن متحفظاً وتجنب أن تبادله الحديث، فمكان العمل ليس مكاناً للخوض في الأمور الشخصية أو لحل مشاكل الآخرين، وفّر طاقتك ووجّههّا لتكون شخصاً ذا قيمة وموظفاً متميزاً.[٣]
تعلم فن عدم الرَّد
قد تضطر للتعامل مع العديد من الشخصيات الصعبة خلال مسيرتك المهنية، الأمر الذي قد يجعلك تشعر بالإحباط والاستياء في بعض الأحيان، ومن الاستراتيجيات الأكثر فعالية حين تتعامل مع مدير صعب المراس أو زميل متقلب المزاج امتلاك روح إيجابية عالية والمحافظة على الاتزان، والاحتفاظ بأفكارك ومشاعرك لنفسك، فمثلاً في حال تعرضك لموقف سيئ من مديرك أو زميلك كنْ مهذبًا وتعلّم كيفية إدارة انفعالاتك وضبط لغة جسدك، ولا تكن مرآة لسلوك الآخرين، وقد تساعدك تمارين التأمل والاسترخاء في الحفاظ على هدوئك وتحقيق التوازن الإيجابي مع ما يدور حولك، والتي يمكنك ممارستها بين الحين والآخر.[١]
تذكّر
تعدّ الخبرة العملية جزءاًً مهماً من النجاح ولكن للنضج العاطفي دوراً كبيراً أيضًا، ومن سمات النضج الحفاظ على توازن المشاعر تجاه الاخرين، فليس من المطلوب منك أن تحب الجميع أو أن تكره الجميع، تعامل مع من حولك بتهذيب واحترام، ومهما تنوعت الشخصيات من حولك تقبَّل الاختلاف وتعامل مع الجميع بعقلانية واحتراف، اجعل من العمل مساحتك الخاصة بالإنجاز، واترك لنفسك ومشاعرك حرية التعبير خارج بيئة العمل.[٣]